المتابعون للمدونة

السبت، 21 مايو 2011

الدار دارنا، والأغراب يطردوننا!

الدار دارنا، والأغراب يطردوننا!

لو سلمنا جدلا بمبدأ فصل الدين عن السياسة، فإني أسأل من يطالبون بهذا: أليست الشيوعية دينا وثنيا؟.. أليست الليبرالية دينا ماديا؟.. أليست أي أيدلوجيا معادلا فكريا للدين، خاصة أن أصحابها ينظرون إلى الأديان باعتبارها أفكار صاغها بشر مثلهم؟.. أليس كل مُنتمٍ إلى فكرة وأيدلوجيا (مؤمنا) بها ومتعصبا لها ولا يرى الدنيا إلا من خلالها، تماما كالمنتمي إلى أي دين؟.. ألا يفوق ولاؤه لفكرته ولاءه لوطنه وشعبه، فالفكرة عنده أهم من الأرض والناس؟.. أليس لهذا السبب كانت المخابرات الأمريكية تلقي القبض على جواسيس للروس من مواطني أمريكا، يعملون أساتذة جامعات وضباطا في الجيش والبحرية ومناصب عليا أخرى، ولم يكونوا يفعلون هذا بدافع المال أو السلطة فهي لديهم بالفعل، وإنما بدافع الانتماء (العقيدي) للشيوعية التي يرونها الأصلح للتطبيق وفيها الخير لوطنهم وشعبهم؟!
في النهاية كلها عقائد، لكن بعضها يحاول إصلاح الدنيا من أجل ثواب الآخرة، وبعضها يدعي إصلاح الدنيا من أجل ملذاتها (وفي الحقيقة هو يخربها)!
فما رأيكم إذن لو قلت إن علينا أن نفصل الأيدولوجيا كلها عن السياسة، بحيث تدور السياسة فقط حول مصالح العباد والبلاد، وبهذا نلغي جميع الأحزاب الإسلامية والوسطية واليمينية واليسارية والقومية والشيوعية والليبرالية بلا استثناء؟.. أليس هذا عدلا؟.. أم أن المطلوب فقط استبعاد الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، بينما جميع المرجعيات الأخرى من الشرق والغرب مقبولة، رغم أنها بلا أي جذور حقيقة في المجتمع؟
يبدو لي هذا أشبه بالدعوة لاجتثاث جميع الأشجار الراسخة من الغابة، للسماح لأعشاب متطفلة هزيلة بالنمو بحجة عدالة المنافسة!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر