فيم نجحت الثورة المضادة؟
- نجحت في شق صفوف الثورة، فصارت شيعا متناحرة، من قالوا نعم ضد من قالوا لا، إخوان ضد علمانيين، صوفية ضد سلفيين، مسلمين ضد مسيحيين... إلخ
- نجحت في إشعال الفتنة الطائفية، ودفع الحمقى لفتح جبهات عديدة في نفس الوقت أمام دولة هشة اقتصادها متهالك وأمنها منهار، فانطلق المتحمسون بلا عقل في كل مكان يتظاهرون أمام سفارات أمريكا وإسرائيل وكنائس النصارى من أجل فلسطين وابن لادن وكاميليا وعبير ونساء الله أعلم بإيمانهن لم يمتحنهن ولي أمر المسلمين كما نصت الآية الكريمة..والأدهى والأخطر تلك الدعوة للانتفاضة الفلسطينية الثالثة بينما الشعوب العربية مشغولة في ثورات وفتن داخلية، وكأن من أطلق هذه الدعوة وجدها الفرصة السانحة لتصفية الفلسطينيين أو لإيقاف الثورات العربية، أو لتوريط مصر ودول المواجهة في حرب محكوم عليهم فيها بالهزيمة مؤكدا، دون أن يعمل أحد بقوله سبحانه "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة".
- نجحت في تشويه السلفيين الذين ساعدوا على ذلك بإظهار أسوأ ما فيهم وهو اندفاع شبابهم وجهلهم وسوء تقديرهم للأمور، ويخطئ من يظن أن هذا بث الكراهية لهم في النصارى فحسب، فعوام المسلمين أكثر تصديقا للشائعات والإعلام العلماني منهم.
- وستنجح في النهاية في تأجيل الانتخابات، والالتفاف على إرادة الشعب التي من الواضح أنها لم تعد بنفس التماسك السابق.
- وقد تنجح في تشويه سمعة الجيش الذي تتزايد الضغوط عليه لتسليم السلطة لمجلس مدني الله أعلم بمن سيكون فيه، ولكنه قطعا لن يكون سلفيا ولا إخوانيا ولا نعلم ماذا سيحدث عندها إن وقع صدام بين هذا المجلس المدني وبين قادة الجيش، لأن الجيش لن يأخذ أوامره من ثلة من الحمقى لا الشعب اختارهم، ولا هم قادوا الثورة، ولا وزن لهم من أي نوع!
بعد كل هذا ألا ترى أن الثورة المضادة نجحت؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.