ثورة بلا عقل!
من أعجب العجائب أن الجيش أعدم عدة أشخاص بتهمة البلطجة، لكن إلى الآن لم يتم إعدام كلب واحد ممن قامت الثورة لإسقاطهم وممن قتلوا المتظاهرين وممن عذبوا الناس لعقود، وممن نهبوا نقود الجياع والمرضى!!.. والأغرب أنهم بدأوا يطلقون سراح مجرمي النظام البائد بكفالة، ويريد السفاح مبارك الاعتذار للإفلات من العقاب!!.. وكل كلابه الذين جعلهم أمن الدولة يسيطرن على الإعلام في عصر مبارك، هم أنفسهم الذين هاجموا الثورة وحرضوا على قتل المتظاهرين واتهموهم بالخيانة العظمى والعمل لأجندات خارجية وتلقي نقود من الخارج، والآن يريدون تأجيل الانتخابات، وتلفيق دستور على مزاجهم، وإسقاط شرعية الاستفتاء والمسار الذي اختارته أغلبية الشعب، ويبثون الفتنة في المجتمع بترويج الأكاذيب، ويتعمدون تشويه الإسلاميين وإفزاع العامة منهم.. عناصر الثورة المضادة ومعالمها تتضح الآن بجلاء، بينما ما زلنا مشغولون بقضايا طائفية وصراعات جانبية ودعوات لتحرير القدس ومظاهرات وإضرابات ومطالب فئوية ليس هذا وقتها وكل هذا مزق الثورة إلى فرق متناحرة غافلة عما يحاك لها.
للأسف: يبدو أننا لن نفيق إلا على انتقام وحشي من مبارك وعصابة!!
المشكلة أننا شعب ساذج، ظننا أن حبس عدة أشخاص من نظام مبارك يعني القضاء عليه وعلى عصابته، فتركنا مهمة تطهير الإعلام والجامعات والوزارات وباقي إدارات الدولة، وتفرغنا لمشاكل كاميليا وعبير، وانشغلنا بابن لادن وتحرير فلسطين عن تحرير مصر وإعادة بناء الدولة أولا، وصار المثقفون يتصارعون على أمور حسمها الشعب في الاستفتاء بنتيجة ساحقة لا تقبل الجدل، وبدلا من أن يستغلوا إجماع الغالبية الكاسحة على المسار الانتقالي، أخذوا يضغطون على الجيش ويحرضونه للانقلاب على الشرعية والالتفاف على الاستفتاء وإطالة أمد مرحلة الفوضى وعدم الاستقرار وهشاشة الدولة.. ولا يمكن أن يأتي هذا بأية نتائج جيدة على الإطلاق!.. مبارك وعصابته سينتصرون بغباء العامة وخيانة النخبة، وليس لأنهم عباقرة، فلو كانوا كذلك في أي لحظة خلال الثلاثين عاما الماضية لما كان هذا حال مصر!!
محمد حمدي غانم
18/5/2011
هذا دائما ما أقوله دوما
ردحذفللأسف الشديد هناك سمة الان الا وهى اننا اصبحنا لا نحترم بعضنا البعض وأن كل معارض لـ رأى .. أومعترض أو مناهض اصبح عدو أوجاسوس
فمبارك وأعوانه لم يحترموا رأى الشعب أعواما كثيرة..ومن كان يظهر أنه غير راضى ..كان يذهب فىزيارة الى ما وراء الشمس ( امن الدولة ) فى رحلات .. كما حصل للكثير .. وكنت شخصيا واحد منهم رغم اعتراضى داخل اسوار الجامعة
وحين استفاق البشر من غفلتهم بأمر من القوى المتعال..وقال الشعب كلمته
اصبحنا مننا فينا..لا نحترم أرائنا..رغم أن هذا الموضوع موجود فينا من قبل كبشر عموما
وليس مصريين عامـة
ليست فينا عقلية الأولويات..أو الأهم فالمهم
فلكل منا رأيه..يتسمك به ويضرب بعرض الحائط باقى المعارضين من وجهة نظره
حقوقنا اصبحت منهوبة..وكرامتنا تحت التراب..الكل يردد ذلك والكل يقول فى قرارة نفسه..دلوقت..الان ..وإلا مش هنلحق بعدين...فـى حموتها يعنى
ولا يكون إلا ما شاء الله أن يكون