احتضار ثورة!!
كتلة الثورة تفتّتت والكل بدأ التصارع على قطعة اللحم التي ما زالت في فم الكلب المسعور!!
اتضح هذا جليا في مؤتمر الخوار الوطني (وليس الحوار الوطني) وجلسات الشقاق الوطني (وليس الوفاق الوطني)!!
لقد اتفقنا جميعا على هدم النظام القديم، والمهمة لم تكتمل بعد.. والذي اقترح جلسات الحوار والوفاق الآن بين أناس لا تجمعهم عقيدة أو فكرة أو مرجعية أو رؤية مستقبلية، هو غبي أو من أتباع الثورة المضادة، ونجح تماما في إشعال الصراعات ونسف الثورة من داخلها!!
والآن، نرى من طالبوا المجلس العسكري بالبقاء لفترة أطول يطالبونه بالرحيل، ومن بايعوا عصام شرف في ميدان التحرير يهاجمونه ويشككون في أدائه، ومن طالبوا بإعلان دستوري يرفضونه ويريدون وضع دستور جديد على مقاسهم وبمقاييسهم، ومن يتشدقون بالديمقراطية لا يعجبهم رأي الأغلبية الكاسحة في الاستفتاء ويريدون تأجيل الانتخابات!!
وهكذا نجح خبث مبارك وفلول الواطي وأمن الدولة والجهات الخارجية المعروفة في تفتيت الثورة إلى إسلاميين ضد علمانيين، ومسلمين ضد مسيحيين، وسلفيين ضد صوفيين، ومن قالوا نعم ضد من قالوا لا، ومن يريدون الزحف على فلسطين ضد الجيش و... و... و... د
في الحقيقة مبارك يستحق التقدير رغم كل شيء، فهو في النهاية أذكى من كل خصومه.. علينا أن نتذكر أن هذا الأخطبوط لم يحكم مصر ثلاثين عاما من فراغ، وأنه وعصابته لن يستسلموا بهذه البساطة.
والآن إذا كنا نريد إنقاذ هذه الثورة، فعلينا الالتزام بشرعية الاستفتاء الشعبي وتنفيذ إرادة الأغلبية، والصبر على المجلس العسكري ومساندته مهما كان رأي البعض فيه، ما دام ملتزما بإجراء الانتخابات وتسليم السلطة في المواعيد المحددة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.