المتابعون للمدونة

السبت، 5 مايو 2012

آن للمجلس العسكري أن يمد ساقيه!

آن للمجلس العسكري أن يمد ساقيه!

ما حدث اليوم من انقسام بين ميدانين، دون تدخل من عموم الشعب المصري فيما يحدث، وفوضى وصدام بدون أي هدف واضح مع مجندين لا علاقة لهم بأي شيء، ثم فض الجيش للمظاهرة بمنتهى القوة والحسم في وقت قياسي، يعني بوضوح أن مخطط إجهاض الثورة قد نجح بكفاءة، وللأسف بسبب جهل وغباء من يسمون أنفسهم ثوارا أصلا، فهم لم يفهموا طبيعة الشعب المصري وما يريده، ولا أنه لا يمكن أبدا أن يسمح بالهجوم على الجيش أو وزارة الدفاع تحت أي مسمى، وأن اشتراكه في الثورة منذ 25 يناير كان من أجل التخلص من رموز الفساد، وليس من أجل تدمير جيش مصر (والذي يعني بالضرورة تدمير مصر).
أرى أن المجلس العسكري بعد ما حدث اليوم، يستطيع أن يفرض ما يشاء على القوى السياسية، وأظنها ستتراجع أمامه، بعد أن ثبت أن صف الثورة ممزق، والشعب مل هذه الصراعات الجانبية التي لم تعد عليه بأي نفع في حياته اليومية (بل العكس هو الصحيح)، ولم تتركز حتى في صف تطهير مؤسسات الدولة فكل شيء كما هو.
كل ما فعلته القوى السياسية هو الصراخ والجدل والعناد، والهجوم على المجلس العسكري بطريقة لا تحقق أي مكسب، فالجيش لن يفعل إلا ما ألزم به نفسه، ولا توجد قوة في مصر تستطيع إجباره على غير هذا، وشعب مصر لا يريد صداما مع الجيش، ولا يعنيه أبو إسماعيل أو غيره في شيء (وأنا مصر على أنه لم يكن سيكسب في الانتخابات لو دخلها، وأنصاره فقط هم من توهموا له شعبية كاسحة لا وجود لها على ارض الواقع)، فكل مرشح يمثل فكرة، وشطب المرشح لا يشطب الفكرة ما دام هناك غيره ممن يحمل نفس الفكرة، ولهذا يريد الشعب المصري الانتخابات، لكي يختار الفكرة التي يريدها بحرية.
أظن أيضا أن التيارات الإسلامية خسرت اليوم كثيرا، فمشهد الملتحين الذين يلقون الحجارة على المجندين، هو مشهد مُخزٍ، لا سند له من دين أو عرف، فهذا المجند في النهاية هو مجرد فرد من الشعب المصري يؤدي خدمة وطنية، وله أهل يخافون عليه، ولا يعرفون سببا وجيها يجعله يتعرض للهجوم والإصابة.
إن جزءا كبيرا من ثقة الشعب المصري في الإسلاميين مبني على تعقلهم وتصرفهم طبقا لضوابط الشرع، وعدم استسلامهم لدوافع الانتقام وجنون الغضب.. فماذا تتصورون رأي المصريين فيمن يمشون على خطى مجموعة عيال من الألتراس و 6 إبريل، من أجل مرشح مستبعد يؤيدونه، فيقفون جنبا إلى جنب لإلقاء الطوب على جنود الجيش؟!
أفيقوا يرحمكم الآن، فقد أضررتم بالثورة وبمصر وبالمشروع الإسلامي ضررا بليغا، وستجعلوننا جميعا ندفع ثمنا باهظا جراء هذه التصرفات الهوجاء غير المسئولة.

هناك تعليق واحد:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر