المتابعون للمدونة

الخميس، 10 مايو 2012

شيء يحول بيننا

شيء يحول بيننا

اعذِريني.. إنَّ قلبي ضَمَّ كنزا
بَعدَما من فَرْطِ حبِّي صِرتِ رَمزا
أنتِ دِفئي في ليالي الزمهريرْ
كنتُ قبلَكِ مثلَ فَرخٍ لا يَطيرْ
كنتُ وحدي
في شجوني كنتُ وحدي
كنتُ أعشقُ أغنياتي
لفظَها الحُلوَ الحزينْ
نَغْمةَ الشَّجَنِ الدفينْ
والمعاني والأنينْ
كلَّها قد كنتُ أعشقْ
بَيْدَ أنّي كنتُ أبكي
في فؤادي سالَ دمعي
هل جُروحي كنتُ أنعي؟
أم دموعي نَزفُ شمعي؟
لستُ أدري
***
ثم خِلتُكِ تُقبلينْ
في يَديكِ الزهرُ يَندَى بالطموحْ
والأماني كُنَّ في عينيكِ بالنجوَى تَبوحْ
والسحائبُ والأعالي
والمساقطُ والسفوحْ
كلُّ ذلكِ كانَ حقا مُقلتيكِ
مثلَ بحرٍ ضمَّ ضوءَ الصبحِ في أحضانِ مَوجِهْ
غيرَ أن القاعَ مثلُ اللغزِ قاتمْ
مثلَ طَوْفٍ فوقَ سطحِ البحرِ هائمْ
راحَ يَصطادُ اللآلي ليسَ يَذكرُ شاطِئَهْ!
***
كنتِ أنتِ
اللغزَ كنتِ
في سُدُولٍ من بَريقِ العينِ
تحتَ الرمشِ
وقتَ الهمسِ حُزتِ
في انبلاجِ الحُسنِ من أَنْداءِ حُسنِكْ
في حياءِ الزهرِ من إبهارِ رَوعِكْ
في سكونِكِ في شجونِكِ وقتَ صمتِكْ
ولأني قد عشقتُ الصمتَ سحرا قد عشقتُكْ
كانَ عِندي ألفُ وَتَرٍ يَنشدونَ رَحيقَ نَغَمِكْ
كان عِندي مُدبِراتٌ من سُجونِ الصَّخْبِ رامتْ قدسَ غَفْوِكْ
كانَ عِندي نَبضُ قلبي
التقينا
لم يَكُنْ معنى التلاقي سبرَ أسرارِ العيونْ
إنّنا من عُمرِ كونٍ ليسَ تُحصيه السُّنُونْ
في اشتباكٍ راحتانا
في انغماسٍ مُقلتانا
والمعاني والأغاني والأماني في هَوانا
كُنَّ مَحْضَ الذاتِ هَمْساتِ الشجونْ
كان عُمري نِصفَ عُمرِكِ
نِصفَ صمتِكِ
كلَّ حُبّي
كنتُ أُهرَعُ للأماني ثمَّ أطبعُ صُورَتَينا
كنتُ أزرعُ باشتياقي زهرةً في راحتينا
كنتِ أنتِ بناءَ ذاتي
***
ثم إنَّكِ فرطَ حُبي صرتِ رمزا
هالَ قلبي أنَّ عيني لم تُصافحْ مقلتيكِ
كنتُ أنشدُ راحتيكِ
كنتُ أبحثُ عن كِياني عن زماني في يديكِ
ثمَّ إنّكِ تُفلتينْ
صرتِ جزءًا من كِيانٍ لا يُمَسّْ
صرتِ نبضا في كِياني بي يُحَسّْ
صرتِ في أعماق ذاتي كلَّ ذاتي
رغمَ أنّكِ في حياتي تَأفِلِينْ
تَخْفِتِينْ
في شرودي تَختَفينْ
سامحيني لستُ أقدرْ
رغمَ حبي لستُ أقدرْ
أنتِ أغلى في وجودي من كِيانٍ تُلمسَين
أنت نبضٌ في عروقي من عروقي تُعزَفينْ
صرتِ رمزًا
وانتظامُ الكونِ عندي في الرموزْ
سامحيني
التِقانا لا يَجوزْ
التِقانا في خيالي
وقتَ صمتٍ كالهديرْ
وسطَ دفءِ الزمهريرْ
عندَ فَرْخ لا يطيرْ
صدّقيني:
إنَّ قلبي قدْ تعوّدَ لا يطيرْ!
محمد حمدي غانم، 1995

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر