المتابعون للمدونة

الثلاثاء، 15 مايو 2012

عودة عاشق

عودة عاشق

سأعودُ إليكِ وألقاكْ ... وأمتّعُ عيني بِرُباكْ
آتي والقلبُ يُسابقُني، وربيعٌ يحلمُ بِشَذاكْ
في جَوفي طاقةُ أشواقٍ تُنشيني طيرًا بِسَماكْ
أجمعُ أحلامي في قلبي كلّلَها روعةُ ذِكراكْ
ويموجُ الزرعُ لأنغامي: "يا فاتنتي ما أحلاكْ!"
ويرقُّ النهرُ ويترقرقُ حينَ تُراودُه عيناكْ
يتحوّلُ خمرًا من شهدٍ حينَ تلامسُه كفّاكْ
يتبخّرُ لو رَوَّى ثَغرَكِ ويصيرُ سَحابا يَهواكْ
لا يكتمُ خبرًا عن حُسنِكِ ويُغنّي مَطَرًا عنْ ذاكْ
يَشربُ لذَّتَه عصفورٌ فَيَجوبُ جميعَ الأفلاكْ
ليبوحَ بروعةِ عينيكِ فيسمعَه نجمٌ وملاكْ
ويعودُ يميلُ لروضتِنا وبرفقٍ تَحويه يَداكْ
فَيُغنّي في رُفقةِ قلبي: "يا بهجة من دام يراكْ!"
"كالبالغِ في الرحلةِ وطنًا والحائزِ كلَّ الأملاكْ"
ويطيرُ العصفورُ بفرحٍ يَختالُ بِلذّةِ لُقياكْ
مذهولا يترنّحُ وَجْدًا مِن سَهمِ اللَّحْظِ الفَتّاكْ
فهُنا قد يتركُ شقشقةً، وهنا يتفاخرُ وهُناكْ
ويَجيءُ إليَّ يُشاكسني فأغارُ أحاولُ إمساكْ
كي يهربَ مني جَذلانا ويطيرَ يُغنّي بِهَواكْ
فأراني أتنهّدُ عِشقًا أتمنّى لو كنتُ فَتاكْ
سأعودُ إليكِ وألقاكْ ... تُطفئُ أشواقي عيناكْ
لنطوفَ مَرابعَ بهجتَنا ونداعبَ طيرًا ناداكْ
وسنضحكُ، نَنسَى ماضِيَنا، ويَفيضُ على الزهرِ نَداكْ
وستغمرُ رقّتُكِ الدنيا فتذوبُ جميعُ الأشواكْ
لو أظمأُ يَسقيني ثَغرُكِ شهدا ممزوجا بِشَذاكْ
تكفيني ـ لأطيرَ كطفلٍ ـ كلماتٌ تَنطقُ شَفتاكْْ
وأظلُّ أحبُّكِ لا أَقْلَى لا تَنفَدُ لذّةُ رُؤياكْ
سأعودُ إليكِ وألقاكْ ... لا أحيا إلا دُنياكْ
محمد حمدي غانم
1995

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر