المتابعون للمدونة

السبت، 19 مايو 2012

مرسي وأبو الفتوح في الميزان

مرسي وأبو الفتوح في الميزان

بالنسبة لمرسي وأبو الفتوح، لا يوجد مجال للمفاضلة الأخلاقية والنضالية بينهما، فكلاهما فرع من شجرة الإخوان العريقة، وخروج أبو الفتوح من المؤسسة، لا يعني انخلاعه من الفكرة التي عاشها بكيانه أكثر من 40 عاما.
ولكن ما يعنيني هنا، هو ما ملاءمة كل منهما لمنصب الرئاسة في الظروف الحالية.. وأنا أرى أن من يفوز منهما بالرئاسة سيجد نفسه في مواجهة دولة مبارك العميقة، الممثلة في: الجيش والشرطة والمخابرات والخارجية، وموظفي الدولة الفاسدين، ورجال الأعمال اللصوص، والطابور الخامس الإعلامي، ومنحرفي وزارة الثقافة، وفجرة السينما والمراقص والخمارات والقمار، وفلول الحزب الوطني، والبلطجية، إضافة إلى ضغوط خارجية إقليمية ودولية.
بالنسبة لمرسي فسيجد وراءه مؤسسة الإخوان بكل تفرعاتها الدولية، إضافة إلى وزن حزب الحرية والعدالة البرلماني، وحكومة الأكثرية التي سيقودها، ووزن الإخوان في النقابات والجامعات وغيرها.
أما أبو الفتوح فسيجد نفسه وحيدا إلا من مؤيدين متناثرين لا تجمعهم رابطة، بل سيجد نفسه أحيانا في مواجهة البرلمان والحكومة والنقابات إن أراد فرض قرار يخالف توجهات الإخوان.. فما هي الصلاحية التي تتوقعون أن يمتلكها أبو الفتوح أصلا إن صار رئيسا؟!
باختصار: لو فاز أبو الفتوح دون أن يعود إلى الإخوان، فسيقف وحده ضد دولة مبارك العميقة المتربصة به، وضد عيال الميادين الهائجين والمتعجلين للتغيير، وضد الشعب الذي يريد كل شيء الآن وفورا من دولة شبه مفلسة، وضد مجلس الشعب ذ الأكثرية الإخوانية، وضد حكومة لا بد أن يكون الإخوان فيها أكثرية، وضد علاقات إقليمية وخارجية معقدة لن يستطيع قطع رأي فيها بدون توجيه المخابرات والخارجية والجيش.. فما قيمة أبو الفتوح بمفرده؟
لهذا أقول:
لا يصلح لحكم مصر إلا مرشح قوي وراءه من يدعمه: إما مرسي بدعم الإخوان، وإما موسى وشفيق بدعم الجيش.
بالنسبة لموسى وشفيق، فكلاهما عجوز جاوز السبعين، ويحمل إرث مبارك وغطرسته، كما أن عمرو موسى في مناظرته مع أبو الفتوح أظهر بوضوح عداءه للأحزاب الإسلامية، مما يعني أنه لا يمكن أن يحقق أي توافق بين طوائف المجتمع، وأنه سيعيدنا إلى عصر أمن الدولة بسرعة البرق!!.. وطبعا لا يصلح شفيق، فقد فشل كرئيس وزراء وأطاح به الشعب، فكيف يعود رئيسا؟!!.. ناهيكم عن عصبيته الشديدة وعدم دبلوماسيته، وتهديداته لخصومه، التي تنطلق من فمه كالمدفع الرشاش في كل حوار يجريه!
هذا لا يترك أمامنا سوى خيار واحد:
مرسي رئيسا.
كتب الله الخير لمصر، وولى عليها من يَصلُح لِيُصلِح.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر