الحب المستعار!
أسأل نفسي دائما: هل هناك فعلا ما يمكن تسميته بالحب الالكتروني تحت اسمين مستعارين؟
أم أنّه صورة أخرى من صور فارس الأحلام الوهميّ الذي لا مكان له في الحقيقة؟!
دعنا أولا نتساءل:
أيّ حقيقة نعني؟!
إننا لا نعرف إلا ضربات الأزرار بأسماء مستعارة، وربّما أفكار عقل، وبعض مشاعر..
لكننا نظلّ نتحدّث عن أشباح، بلا خلفيات اجتماعية ولا حاضر ولا مستقبل!
فهل يمكن للمرأة أن تحبّ شخصا بلا مستقبل؟.. مهما بدا فارسا ونبيلا ومفكرا وأديبا و... و... و... ؟!
بدون (الأمان)، لا بدّ في لحظة أن تروح السكرة وتجيء الفكرة!
فلا معنى لفارس بلا شقة حديثة مؤثثة يؤوي إليها أميرته..
ولا معنى لفكرة مجردة في عقل فيلسوف لامرأة أطفالها جياع..
ولا قيمة لأن تموت في سبيل قضية، عند امرأة تريد لطفلها أن يعيش..
ولا طعم لشعر وغزل وحبّ إن ظلّت عدما ولم تترجم إلى استقرار وأسرة وحياة.
هذا أصلا بافتراض أنّ فارس الأحلام فارس فعلا، وليس مدعي فروسية!
ويحقّ له أن يدّعي، ويحقّ له أن يتسلى، ما دام في عالم افتراضيّ بلا ضوابط اجتماعية.. ولا تكلّمني عن الضمير عند معدومي الخُلق!
طيب.. هذا الكلام يدفعنا للتساؤل: ولماذا تقع الفتيات إذن في الغراميات الالكترونية؟!
لنفس الأسباب التي تجعل الزواج في هذا الحبّ استحالة!!
ماذا؟!
سأوضّح لك:
إنّ الحبّ نبات تربته الخيال، حيث تثمر الأحلام الجميلة والمشاعر البهيجة.. هذا متوفّر بغزارة في بيئة الكترونية لا نرى فيها ذكرى مشينة، ولا عائلة تجلب العار، ولا عُذّلا يدسون عند الأهل والمجتمع.
لهذا من السهل أن تقع المراهِقة في سحر هذا الخيال الوهمي.
لكن لأنّها ما زالت تحمل جينات امرأة، فإنّ الحبّ عندها يضحي كابوسا إن لم يُفضِ إلى الزواج.. على عكس الشاب المراهق الذي يريد المتعة بلا مسئولية!
(بالمناسبة: ألاحظ كثيرا رسوب الفتاة التي تتم خطبتها أو زواجها وهي في الدراسة.. أو على الأقلّ يتراجع مستواها الدراسي.. هذا شيء متوقّع، فقد قفزت للهدف الأخير، فبهت الهدف المرحليّ)!
محمد حمدي
2004
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.