هل هناك توافق حقيقي حول أبي الفتوح؟
يميل كثيرون إلى ترشيح "أبي الفتوح"، بسبب إحساسهم أن هناك توافقا عليه من أطياف مختلفة من الشعب المصري، وأنه من الخطر تفتيت الأصوات.. وأرى أن هذا أمر فيه نظر.. فنتيجة الكويت (وهي كتلة تصويتية مهمة بها 55 ألف صوت صحيح) أتت بمرسي في المقدمة.. وأرى أن حزب النور والسفليين لو دعموا مرسي فإنه سيحسم الانتخابات من أول جولة، ويوفر علينا المخاطرة.. فالتفتيت الحقيقي هو قسمة الإسلاميين بين مرسي وأبي الفتوح، لأن هناك كتلة ضخمة فيها الإخوان ومن يؤيدهم، نضمن أنها في صف مرسي ولن تتراجع عن هذا.. وهذا واضح في تصويت المصريين في الخارج.. فماذا أضاف السلفيون إلى أبي الفتوح، غير مساواته بمرسي ووضع حمدين وموسى وشفيق في دائرة المنافسة؟
فماذا لو خرج مرسي وأبو الفتوح من الجولة الأولى بسبب هذا التقارب في الأصوات؟
أما في حالة الإعادة بين مرسي وفل أو أبي الفتوح وفل، فسيفوز مرسي أو أبو الفتوح بإذن الله، لأن الإسلاميين أكثر من نصف المجتمع.. لكن مشكلة ستحدث في حالة الإعادة بين مرسي وأبي الفتوح، فأنا أرجّح أن يفوز أبو الفتوح ما دام السلفيون في صفه، ويضاف إليهم كل العلمانيين والفلول.. وهذا سيضع مصر في الحالة التي ذكرتها في مقالي السابق، فالرئيس لن يأتي باقتناع الأغلبية، وإنما بعناد الأغلبية ضد الإخوان، وكثيرٌ ممن سيعطون أصواتهم لأبي الفتوح مضطرين، سيقفون ضده بعد ذلك في كل قرار يختلفون فيه فكريا معه، وهذه كارثة، لأنها ستجعل الكلمة العليا في يد الجيش والفلول!
فكأن مؤيدي أبو الفتوح لم يهربوا من الفلول إلا إليهم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.